الحروب و الشباب

(من المشاكل الكبرى التى تعانى منها البشرية على مدى العصور و الاجيال هى الحروب و الصراعات الدموية بين الشعوب و الامم و الحروب كيفما و قعت لابد ان يكون فيها طرف ظالم او يتقاسم الظلم طرفا الحرب و كم عانت البشرية من الحروب الظالمة فالحرب استهلاك و هدر لطاقات الانسان و تدميرها و كما هو واضح فان الحرب تحتاج الى الطاقة الجسدية و اللياقة القتالية و اعداد الجيوش و انفاق الاموال الطائلة و تجنيد خيرة الطاقات الشابة و المنتجة و جيوش العالم فى معظم عناصرها هى من جيل الشباب فالحرب اينما وقعت دارت بشكل اساسى على رؤوس الشباب و كان ضحاياها فى ساحات القتال هم الشباب فى الدرجة الاولى كما هم ضحايا التدمير الاقتصادى و تخلف التنمية و الخدمات لانهم الجيل الذى يتحمل التبعات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية للحرب فالشاب الذى يجند للحرب و كثيرا ما يطول تجنيدة سنوات عدة فى ثكنات الجيش و مواقع القتال يحال بينة و بين بناء حياتة الاسرية و مواصلة الدراسة و العمل و الانتاج كما تكون الحروب مصدرا للقلق و الاضطراب النفسى و الجسمانى لدى الشباب الذى يجند و يساق الى ساحات القتال بقرار يصنعة تجار الحروب الذين يبحثون عن الثروات الطبيعية و الاسواق التجارية و نهب ثروات البلاد الضعيفة و قد كشفت حرب فيتنام و الحرب الكورية و حرب التحالف و صدام حسين فى الخليج و الحرب العراقية ال***انية و الحربان العالميتان الاولى و الثانية و الاحتلال البغيض لفلسطين الحبيبة عن الاثار التدميرية على الملايين من الشباب كضحايا او معوقين او مصابين بامراض عصبية كما تركوا وراءهم ملايين الايتام و الارامل و من هنا كان على الشباب ان يكونوا على وعى تام بالحروب التى يدعون للمشاركة فيها ان الحرب العادلة حرب الدفاع عن المبادئ الحقة او حماية مصالح الاوطان و الامة و القيم الانسانية السامية فالقتال يكون مقدسا اذا كان الهدف منة حماية الوطن و دفع العدوان و يكون القتال خبيثا اذا كان الهدف منة نهب خيرات البلاد و الهيمنة على المستضعفين و فى النهاية شتان بين جيلين من الشباب جيل يعيش نظرية الحب و السلام و يعتبر الحرب اداة للدفاع عن الحق و جيل اخر يعيش على الحرب كاداة للظلم و الاستغلال و العدوان على المستضعفين)