general manager رئيس الاداره
عدد المساهمات : 509 نقاط : 2147483646 تاريخ الميلاد : 29/07/1980 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 العمر : 43 الموقع : https://kotsh2abdo.yoo7.com تعاليق : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
| موضوع: شهر رمضان.. محطة روحية الأربعاء سبتمبر 02, 2009 3:50 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد اللهم صل على محمد وآل محمد اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد جعل الله لعباده محطات تزويد بوقود الايمان والمعرفة... حيث تقوم هذه المحطات الروحية بدور رفع الحجب والسحب الكثيفة التي تحول بين إتصال العبد بالمولى جل وعلا.
وشهر رمضان من اجمل واجلّ تلك المحطة الربانية الكبرى التي دعا الله سبحانه عباده للاستفادة منها قبل ذهاب الفرصة وحلول الغُصّة.
وهذا دليل على رحمة الله بعباده ولطفه لهم، رغم قساوة قلوبهم وشقائهم وابتعادهم عن معدن الخير والفضيلة.
فليالي الجمعة المباركات، والمناسبات والمواسم الدينية العظيمة، كليلة النصف من شهر شعبان و.. وليالي شهر رمضان المبارك تدخل ضمن دائرة هذه المحطات الالهية التي ينبغي أن نسعى للاستفادة منها واستثمارها،
كي تحدث في داخلنا نقلة نوعية حقيقية.
وإذا كانت المحطات المكانية كمسجد الحرام، وجبل عرفات، والمشعر الحرام، ومراقد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة المعصومين الطاهرين عليهم السلام لها الدور المؤثِّر في استشعار الارتباط الوثيق بين العبد والمولى
فإنّ المحطات الزمانية والتي تأتي على رأسها أيام وليالي شهر رمضان هي الاخرى تكمِّل الدور المطلوب في هذا الصدد، بل تفتح أريجها الفوّاح والمعطر لتبثّه وتنشره على جميع المؤمنين أينما كانوا في مشارق الارض ومغاربها
حيث تُفتح أبواب السماء ببونها الشاسع واللامتناهي وتُغلَق أبواب النيران الكبيرة المُهلكة
لتنزل الرحمة على العباد وتتنزل الملائكة في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر لتقدِّر للعباد ما يرجون ويتوخون لما فيه خير الدنيا والاخرة.
إنّ أهم عطاء يمكن أن يستفيد منه العبد المؤمن في هذا الشهر هو الاستفادة من باب المغفرة والتوبة والانابه إلى الله سبحانه وتعالى
فـ «شهر رمضان، شهر البركة، وشهر الرحمة، وشهر المغفرة، وشهر التوبة، وشهر الإنابة»
كما يقول الإمام الرضا عليه السلام. وإنّ كل ليلة أو يوم أو ساعة من ليالي وأيّام وساعات هذا الشهر الفضيل تدعونا لاستثماره عبر الرجوع والعودة الى الله سبحانه وطلب التوبة.
ومن هنا فان شهر رمضان الفضيل يدعونا الى التأكيد على عدة أمور أساسية منها :
1- لابد أنْ نهتم بالبعد العقائدي لأنفسنا وأبناء مجتمعنا. إنّ ترسيخ الإيمان بالتوحيد والمعاد والعبادات والاخلاقيات والولاية لله وللرسول والائمة عليهم سلام الله أجمعين، هي كلها كفيلة في أنْ تقود الذات البشرية إلى الإرتشاف من معين قيم الحق والعدالة والفطرة والايمان بالله، خاصّة وأنّ ابناءنا وأطفالنا اليوم، وفي عصر الفضائيات والغزو الثقافي المادي الفاسد، هم أحوج إلى هذه الامور الهامة، حيث يعيشون الفوضى الفكرية، واضطراب الروح، وقلق النفس، وضبابية الرؤية. إنّ رجال المنبر والصحافة ووسائل الاعلام المختلفة مدعوّون لترسيخ قواعد الايمان والفضيلة في عقول ونفوس أطفالنا وشبابنا ونسائنا وبكافّة السبل المختلفة ووسائلها المتعددة.
2- ضرورة رفع الحجب بين الناس وكتاب الله. فلقد تحوّل القرآن الكريم - مع الأسف - بين الناس إلى عرف إجتماعي سائد، وتلاوته هي كذلك تدخل ضمن دائرة العادة المتداولة بين الناس.. لقد أصبح كتاب الله يقتصر على الفواتح والمآتم، بل حتى البعض يصعب عليه القراءة، فيأتي بقارئ لتلاوة القرآن للثواب ويعطيه مالا ليقرأ على روح موتاه، دون أن يتوجّه إلى كلمات القرآن، بل تجده مشغولاً بسفاسف الحياة الدنيا، وهذا بحد ذاته حجاب. لابد للامة أنْ تعود إلى القرآن الكريم عبر التدبّر في آياته المباركات، وتلاوتها بتمعّن وتدبّر.. "ولا يكونّن هَم أحدكم آخر السورة " كما يقول الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام. فإنّ كل آية وسورة يتلوها المؤمن في كتاب الله هي خطاب موجّه له، وهي تقصده.
3- ضرورة تقوية أواصر الحالة الاجتماعية بين المؤمنين في شهر رمضان المبارك، عبر التزاور بين الأرحام والأصدقاء. فالتزاور هي خطوة مهمة في رفع الحواجز النفسية العالقة في قلوب المؤمنين التي تكثّفت وتجمّعت عبر سوء الظن. فزيارة المؤمنين والدعاء لهم بالخير، والعفو عنهم، وإنْ كانوا هم المخطئين، هي بمثابة اللبنات الرصينة التي تجعل البناء في المجتمع الاسلامي متماسكاً ومتيناً. كما إنّ الحث على التجمعات الايمانية والانتماء إليها والالتفاف حولها كالجمعيات والمؤسّسات الدينية والهيئات القرآنية هي الاخرى تقوي البنية الاجتماعية بين المؤمنين، ناهيك عن دورها الايجابي في بناء وتربية الشبيبة المؤمنة في مدرسة القرآن الكريم وبصائره الربانية.
4- التثقيف الذاتي بالعلوم التربوية والاخلاقية والدينية. فالشهر الفضيل يُعدّ فرصة لتكميل البعد الثقافي والعلمي في شخصية الانسان المؤمن، وذلك عن طريق مطالعة الكتب الاخلاقية والدينية والعقائدية وعن حياة الرسول والائمة المعصوميـن عليهم صلوات الله أجمعين ....
خلاصة القــول؛ إنّ محــور (التقــوى) هو الهدف الرئيسي من تشريع فريضة الصيام في هذا الشهر الفضيل.. ﴿ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ (البقرة / 183) نسأل الله سبحانه وتعالى أنْ يوفقنا لاداء فريضة الصوم في أيام هذا الشهر العظيم كاملة، وأنْ تكون المحافل الرمضانية التي سوف نستمتع بزادها الروحي محطة لنقلة نوعية في داخلنا، وأنْ يجعلنا ممن ينتصر بهم لدينه، ويجعلنا من الصالحين ويلحقنا بالائمة الهداة الميامين.
ومبارك علينا وعليكم الشهر
كل عام وانتم بخير | |
|