@العملة المعدنية وغالى وتعذيب المصريين بها @

بسم الله :
يحدثنا التاريخ أن أول من ابتكر العملة الورقية هم الصينيون وذلك قبل ألفي عام تقريبا ، ثم تبنت الحكومات الغربية بعد أواسط القرن التاسع عشر إصدار العملات الورقية لتسهيل المعاملات المالية ، لأن حمل النقود الورقية أخف وأسهل من حمل الذهب والفضة والعملات المعدنية ونقلها من مكان إلى مكان . ولعل أول ورقة نقدية في أوروبا هي التي أصدرها (بانكودي جيرو) أي بنك الحوالة الذي أسس في البندقية عام 1619م ، فقد اعتاد هذا البنك إصدار إيصالات لقاء مقادير الذهب أو الفضة المودعة لديه ، وصارت هذه الأوراق تتبادل كأوراق نقدية رسمية ,لكن وياللأسف ياجماعة العالم يتقدم ونحن نتأخر , العالم ينشد الرقي والازدهار والراحة لشعوبه وللأسف نحن بعيدين كل البعد عن ذلك ونعود بشعبنا المصري للعصرالحجري والعصور الوسطى , لقد ذكرنى مافعله وزيري المالية غالي بصك العملة المعدنية حتي تعيش ويكون عمرها طويلا بمسلسل البخيل الذي كان يقوم ببطولته علي ما أذكر الممثل القدير المرحوم فريد شوقي , الذي اشترى فيه لابنه بيادة عسكرية – جزمة جيش – حتي يكون عمرها طويلا جدا ولا تتمزق وليوفر شراء الجزم كل حين وآخربسب حرصه وبخله وشحه , وقد ذكرني حرصك هذا الذي في غير موضعه بهذا الإمام البخيل الحريص مثلك الذي كان معنا في الخارج و كان يأمر ولده أن يلبس الشباشب البلستك التي عند دور المياه في المسجد حتي لا يتقطع الشبشب الجلد الذي اشتراه له ويحافظ عليه أطول مدة , والله يعلم أن هذا الإمام عنده آلاف الدولارات بالعملة الصعبة في البنك يدخرها ويحرم منها أهل بيته وما زال حتي وقتنا هذا في الخارج من سنين طويلة , إن الحرص الذي دفع غالي بصك العملة المعدنية وتعذيب الشعب المصري هو حرص في غير موضعه , فالدولة تنفق الملايين والمليارات في أمور أخري تافهة مثل ماينفق علي لاعبي الكرة وغيرهم وعلي مشاريع ودعايات فاشلة , لا يدري غالي الذي نشأ مترفها في بيت سري أن أغلب القطر المصري مساكين وأصحاب دخل محدود وخاصة في الصعيد , والجنية عند المساكين من سواد المجتمع المصري مازال اسمه الحاج جنيه وخاصة في الصعيد تشتري به عشرين رغيف خبز في الصعيد أو حتي عشرة أرغفة , ويدفع الواحد منهم للطفل كل صباح ربع جنيه منه ويشترى منه كمية فول منبت يفطر أو يتغدي بها أهل المنزل المساكين إلخ ولا يحملون الفيزا كارت مثل حضرتك والأثرياء , وأغلب ما يحملونه في جيوبهم ومحافظهم هو الأوراق فئة الخمسين قرش و فئة الجنيه , لقد عذبتنا وأتعبتنا ووجعت قلبنا ياغالي بعملتك المعدنية هذه عذبك الله وأتعب قلبك كما عذبت وأتعبت سواد القطر المصري المسكين , لقد عدت بنا إلي العصور السحيقة في التاريخ , يلزم كل مصري من سواد المجتمع علي إبداعك الألمعي هذا أن يضع كيسا في جيبه أوأن يحمله علي رأسه أو علي كتفه , لقد حكي لي بعض الناس منذ أيام قليلة أن صرافا لراوتب الموظفين ذهب إلي البنك ليستلم رواتب الموظفين ففوجئ بصرف كمية ضخمة له من فئة الجنيه والخمسين والربع رفض أولا استلامها فهدده الموظفون في البنك بأن يشكوه إلي مباحث أمن الدولة إذا لم يستلمها , وأخيرا رضخ لا ستلامها فخلع ثوابا كان عليه أو أحضروا له كيسا بلستيكيا ضخما ووضعوا له هذه الكمية الكبيرة من العملة المعدنية وحمله الصراف المسكين علي كتفه وبينما خارج من البنك للشارع تمزق الكيس البلستيكي لثقل العملة المعدنية أو انفلت الثوب وتناثرت العملة المعدنية هنا وهناك وأخذالصراف المسكين يصيح كالمجنون ليهب الناس لنجدته وتجميع هذه العملات المعدنية المتناثرة هنا وهناك كي ل***وح في داهية وينخرب بيته ,لا أدري كيف يغيب عنك كل ذلك مما نعانيه من عملتك المعدنية هذه , وأنت صاحب تعليم عالي ودكتوراه , ولكن قاتل الله الحرص في غير موضعه ومحاولة التدبير في غير موضع تدبير , لقد ذكرني حرصك هذا بهذا العضو الصعيدي في مجلس الشعب الذي صنع رغيفا من التبن وحمله معه إلي مجلس الشعب , كي يخترع حلا لأزمة القمح لو أنك ياسي غالي أخذت من كل صاحب راتب كل شهر ثلاثة جنيهات مثلا بدل تلف للعملة الورقية التي تتلف سريعا في زعمك لكان خيرا مما فعلته بنا , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 0
هذا وإنا لست رساما ولم أنم موهبة الرسم عندي من أيام الابتدائي لانشغالي بأمور أخري , ولكنني رأيت نفسي مدفوعا من داخلي أن أعبر عما فعله جنابك بنا من صك العملة المعدنية المشؤمة وما يعانيه سواد الشعب المسكين منها بالصورة ,وإليكم أخواني هذه الصورة التي في معاناة الناس من العملة المعدنية هذه التي أشارك بصكها سي غالي :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
@ وهذه صورة الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية صاحب الفكرة الألمعية :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]