الذكرى الآولى للفضيلة القارئ الشيخ فتحى المليجى رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

** قبل رحيله بخمس سنوات. وتحديداً في عام 2003 أصيب صاحب الفضيلة القاريء الشيخ فتحي المليجي بجلطة في المخ. وقبلها بخمس سنوات أصيب بارتفاع في ضغط الدم. وما بين هذه الإصابة وتلك أتي مرض السكر علي إحدي عينيه تماما. وفي عام 2007 أصيب الشيخ بالفشل الكلوي إلي جانب تعدد أزماته القلبية. باختصار حاصرته الأمراض من كل جانب. وعلي الرغم من صداقتنا الوطيدة لم يصارحني الشيخ بما كان يعانيه من أمراض.. فقط كنت أعلم أن عينه الوحيدة التي يري بها الدنيا ينسحب منها البصر رويدا رويدا. وكم كان الشيخ فتحي المليجي مؤمنا بقضاء الله يتسلح بكتاب الله ويصر علي مواصلة رسالته في خدمة القرآن الكريم عبر الإذاعة المسموعة أو المرئية. وخاصة - قرآن الفجر - وعلي ذكر قرآن الفجر هناك واقعتان شهدتهما الأسابيع الأخيرة من حياته.. الأولي قبل أن يسدل عام 2008 ستائره في ذلك اليوم الذي تمرد فيه الشيخ علي نصائح الأطباء وأتي علي الطعام بشهية مفتوحة قبل ساعات من توجهه لتلاوة قرآن الفجر بمسجد السلطان أبوالعلا بمنطقة بولاق. وفي طريقه إلي المسجد فاجأته الأزمة "الأعنف" قبل رحيله وطلب من ابنه حسن أن يتوقف بالسيارة ثم فتح الباب عن يمينه وأتي بكل ما في معدته علي الأرض.. ظن حسن انها أزمة قلبية فناوله قرصاً موسعاً للشرايين. واسترد الشيخ أنفاسه وأصر علي مواصلة الطريق إلي المسجد لتلاوة قرآن الفجر.. يومها فتح الله عليه وقرأ وأبدع وكأنه في ريعان الشباب..!
** تحول مأتم فتحي المليجي إلي ليلة قرآنية مشهودة شارك فيها معظم القراء من كل الأجيال تقديراً لعظيم دوره في دولة التلاوة. فكم كان الشيخ فتحي المليجي يتخلق بخلق القرآن ويعمل به متصالحاً مع نفسه ومع الآخرين. لا يذكر أحداً إلا بالخير ولا يتأخر عن أداء واجب مهما كلفه ذلك من تضحيات. يدرك تماماً معني كلمة "الإحسان" فيحسن إلي من أساء إليه. وقبل أن يجرفني الحديث عن سرادق عزائه أري من الضرورة بمكان أن أذكر الواقعة الثانية مع تلاوات الفجر من مسجد السلطان أبوالعلا ببولاق وحدثت يوم السابع والعشرين من ين*** الماضي حيث صافح صوته آذان المسلمين عبر الأثير لآخر مرة في حياته وقرأ ما تيسر من قوله تعالي في سورة - ق -: "وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد* هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ* من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب* ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود" وكم كانت تلاوته عظيمة مثل المدرسة القرآنية التي ينتمي اليها. تلك المدرسة التي تتسم بالأمانة والإخلاص والأداء الممتع عبر أصواتها. أصوات تلاميذها الذين ساروا علي خطي أمير القراء عمنا ومولانا الشيخ مصطفي اسماعيل.
- وتبقي التحية واجبة للقراء الرواد أحمد محمد عامر وعبدالعاطي ناصف اللذين تسابقا في تأبين الشيخ المبدع الخلوق. حيث فاجأنا الشيخ أحمد عامر بأداء ممتع سلس وصوت قوي عميق يأتي بجواب الجواب في سهولة ويسر بشكل يفوق بمسافات قراء هذا الزمان. وأيضا يفاجئنا عمنا ومولانا القاريء الشيخ عبدالعاطي ناصف بأدائه المتميز وشفافية روحه وحسن تصرفه رغم سنه المتقدم فقد قارب الرجل علي الثمانين من عمره مثله مثل الشيخ أحمد عامر. ومن جيل الوسط أبدع القاريء الشيخ محمود الخشت أما الشباب الواعد في دولة التلاوة فقد تفوق القاريء ياسر الشرقاوي وأتوقع له نجاحاً مشهوداً بفضل توجيه ورعاية عمدة السميعة في مصر الأستاذ أحمد مصطفي كامل.
** آخر الكلام :
عاش فتحي حسن المليجي - 65 عاماً - منذ خروجه للحياة يوم الخامس من سبتمبر عام 1943 بقرية الحيبْش مركز الإبراهيمية محافظة الشرقية. وحتي صعدت روحه إلي بارئها فجر يوم الخميس الموافق الخامس من فبر*** عام 2009 ودفن بمسقط رأسه. وما بين مولده ورحيله حفظ القرآن الكريم في العاشرة من عمره وتخرج في معهد القراءات عام 1968. ثم التحق بالقسم الحر بمعهد الموسيقي العربية بناء علي نصيحة أستاذه الشيخ مصطفي اسماعيل. وفي عام 1984 تم اعتماده بالإذاعة والتليفزيون وذكر لي - رحمه الله - انه سجل المصحف المجود كاملاً لإذاعة الكويت في أعقاب اعتماده قبل أن يشارك في احياء ليالي شهر رمضان المعظم في انجلترا وإسبانيا والدانمرك والسويد والأرجنتين والبرازيل وبنما والسعودية والإمارات. كما شارك في إحياء الشهر الكريم بالولايات المتحدة الأمريكية بامتداد خمسة عشر عاماً وقرأ للجاليات الإسلامية في نيويورك وكاليفورنيا وسان فرانسيسكو. وارتبط اسمه بقراءة السورة بمسجد الثورة في مصر الجديدة .
وعلى فكرة أنا من محبى القارئ الشيخ فتحى المليجى رحمه الله
ومن أبناء هذه القرية المباركة ( الحبش )
والحمدلله رب العالمين

الله يرحمه و يجعله من اهل الرضوان
و اكبر نعمة الاثر الصالح
اللهم احسن ختامنا و اجعلنا من المصطفين الاخيار

رحمة الله عليه

مشكوووووووووووووور على الموضوع كتيييير

» لقاء الإيمان مع الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله حلقات كاملة
» تعليق الشيخ الدكتور محمد عبد المقصود على تسليم الاخت كاميليا للكنيسة
» اوامر الله